تبخر حلم الصعود فماذا بعد؟ ما الذي يمكن أن يقال فالشاة ذبحت وسلخها لم يعد ذا أهميه لها؟ لن نتهم الاتحاد بالتقصير رغم تقصيره ولا اللاعبين الذين أسكرتهم تصريحات مدربهم الحاذق وتطبيل الإعلام الذي جزم بحسم موقعة الثالث من مارس قبل وقوعها، لن نلوم الاتحاد ولا رئيسه وأعضاء إدارته المحترمين على تحويل معسكر المنتخب إلى مهرجان لتصوير الأغاني والدعايات الإعلانية .. لن نلوم الجمهور الذي عاد لممارسة لعبة الثرثرة في المدرجات بدل التشجيع والمؤازرة.. لن نلوم أحدا على الخروج أبداً فكلنا ساهم في تحويل حلم التأهل للدوحة لكابوس قض مضاجعنا الأيام الفائتة وسيستمر بقضها في الأيام القادمة إلى أن يزول طعم مرارة الهزيمة من أفواهنا.
لن نلوم أحدا فلقد خرجنا وينبغي التفكير ملياً فيما هو قادم، فالناشئين لديهم استحقاق مهم ينبغي منحه الاهتمام اللازم فلعل صغارنا يخففون من وطء الخيبة التي خلفها الكبار، وهناك أيضاً المنتخب الأولمبي الذي لديه استحقاق لا يقل أهمية عن التأهل لنهائيات كأس آسيا، وبالتالي لابد من تجهيزه بالشكل الملائم عله يعوض الخسارة الآسيوية الكبيرة بالوصول للأولمبياد القادم وتسجيل الحضور الأول لكرة السلطنة في هذا المحفل العالمي المهم.
لا نريد البكاء على اللبن المسكوب فما وقع قد وقع ولا سبيل لرده، لذا علينا العمل من جديد وتنظيم أنفسنا وإعادة هيكلة استراتيجياتنا بما يضمن العودة السريعة لتألق منتخبنا وتسجيل حضوره الفاعل في مختلف المحافل الدولية، وهو ما يتطلب اتخاذ قرارات جريئة أهمها النظر في إقالة الجهاز الفني للمنتخب الأول وعلى رأسهم الفرنسي كلود الذي أثبت إفلاسه وسوء تقديره لمجريات الأمور علاوة على تعامله مع المنتخب كأنه ملكية خاصة يتصرف بها كما يشاء، ولا يستمع لصوت سوى صوت نفسه مسفهاً بجميع الآراء التي تختلف معه ومتهماً إياها بطريقة مباشرة وغير مباشرة بقلة الدراية والفهم.
نعم لوروا لم يعد خياراً هذه حقيقة ينبغي أن يعيها الاتحاد جيداً، فهذا العجوز الذي رأينا فيه العمق والحنكة وهللنا جميعاً لقدومه فقد ألقه السابق، فبعد سنتين من العمل في السلطنة والوعود باستخراج مكنونات ملاعبنا من الجواهر النفيسة من اللاعبين بعد كل ذلك تكشف لنا عن بالون هائل معبأ بالغرور والصلف، عززهما الثقة الكاملة التي منحه إياها رئيس الاتحاد حتى غدا فوق الكل ولا يأبه لأحد.
جوران عرف من أين يأتي لوروا وأثبت على أرض الواقع أن كل ما كان يملكه الفرنسي قبل لقاء الثالث من مارس عن منتخب الكويت هو غروره الذي عرف الصربي أن يجعل منه فخاً أوقع بطل التصريحات النارية فيه، كما نجح قبله في ذلك فيربك أستراليا الذي توعده بطلنا بمسقط فكانت مسقط موعدا من مواعيد عرقوب!
كلمة أخيرة
لم نخرج لأننا أقل من غيرنا ولكننا خرجنا لأننا توهمنا أننا أفضل منهم، فركنّا إلى ذلك بينما جهدَ الآخرون لتطوير أنفسهم وتحسين أدائهم، والبحث عن العناصر التي يستطيعون من خلالها مقارعة الجميع وتجاوزهم حتى يكونوا بين الكبار عندما يحين وقت ذلك.
" نقلا عن صحيفة الزمن العمانية " :
سالم الغيلاني