من سره ان يشاهد الكرة الجميلة والأداء الهجومي الذي يعتمد على المبادرة والسرعة والتنوع في اللعب , فليعود الى دقائق مباراة الغرافة والجزيرة ..
فالغرافة امتلك في هذه المباراة زمام المبادرة باللعب الهجومي ولعب بخط دفاع قوي قاده فيه ابراهيم الغانم وخط وسط مميز ضم لاعبين على مستوى عال وهما العساس وجونينهو اللذين صالا وجالا في وسط الملعب طولا وعرضا وكأنه لم يكن في المباراة الا خط وسط واحد بسبب تألق هذين اللاعبين اللذين صنعا الفرص في الشوطين الأول والثاني لكليمرسون ويونس كان يمكن ان تصل بنتيجة المباراة الى خمسة أهداف في أقل تقدير ..
كما يحسب لكليمرسون ويونس جهدهما الوفير وسرعة تحركاتهما بأتجاه العمق والذي أربك الجزيرة وأعجبني اصرار الغرافة الذي لم أشاهده من قبل حيث كان يلعب بقوة وضغط هجومي وعقلية فوز منذ الدقيقة ألأولى وحتى الأخيرة من عمر المباراة . كما لم يعجبني تمركز قاسم برهان وتسببه بتسجيل الهدف الأماراتي مع التأكيد على ان البطولات الكبيرة تحتاج الى حارس كبير لأن الحارس نصف الفريق .
وأيضاً , لم يكن يعجبني حصول الغرافة على خمسة انذارات نصفها من أخطاء ماكان لها ان تحصل , وأخشى ان يتحسر عليها الفريق في قادم الفريق لأنها قد تحرمه من خدمات عدد من لاعبيه وهو ما لانتمناه .
فمبروك للغرافة , لاعبين وادارة وجهاز فني ونقول ان القادم أصعب لكن بهذا المستوى الجميل جعلتمونا اكثر اطمئناناً وجعلتم الجماهير القطرية تراهن على مبارياتكم القادمة .
* وفي كأس الأتحاد الآسيوي , أكمل الريان فرحة الجماهير القطرية بفوزه العريض والصريح . لقد فاز الريان على الأرض والجمهور والطقس , والجميل في الريان انه عاقب حارس ودفاع الوحدات في أي خطأ ارتكبوه واعتقد انه فاز بأقل مجهود وخاصة في الشوط الثاني . لقد ظهر الريان بلا شك بصورة أفضل من الوحدات بفضل تماسك خطوطه والرغبة لدى لاعبيه بالخروج من هذه الفوز بفوز يسعد لاعبيه بالمقام الأول قبل جماهيره .
ومع اننا نعلم ان هذه البطولة تأتي في المقام الثاني بعد دوري الأبطال الآسيوي , لكن هذا لايعفينا من مطالبة الريان بتصدر مجموعته والتطلع الى لقب هذه البطولة وهو قادر على ذلك خاصة بعد ان شاهدنا كل فرق مجموعته والفرق الأخرى . فالريان حتى الآن لديه القوة ومفاتيح اللعب اكثر من باقي الفرق الأخرى وهو ما نأمل ان يقوده الى تحقيق المزيد من النجاحات .
* أما فريق السد , فقد خيب آمالنا وما كنا ننتظره منه بعد ان ظهر أمس بلا هوية مع الهلال الذي لعب بشكل منظم ومتوازن وأجاد مهاجماه ياسر القحطاني وويلهامسن في التحرك بيسر وسهولة بعد ان وجدا نقاط ضعف عديدة في دفاع السد وخاصة من جهة اليسار التي تواجد فيها مسعد الحمد خاصة وان اثنتين من الأهداف جاءتا من جهته ..
كما ارتكب كسولا أخطاء فادحة وتحمل مسؤولية الهدفين الأول والثاني بسبب تمركزه الخاطيء وعدم تعامله مع الكرة بشكل صحيح . وأعتقد انه يصلح كلاعب ارتكاز وسط الملعب وليس مدافعا كونه لايفهم واجبات الدفاع ولايستطيع ان يتحمل مسؤولية ما يتطلبه هذا المركز من أعباء لأنه ببساطة لاتتوفر فيه مقومات قراءة اللعبة والتمركز السليم الى جانب أخطاء في تكنيكه الدفاعي . كما ان كوزمين لم يوفق في توظيف لاعبيه بشكل صحيح ولم يعتمد خطة لعب واضحة ..
صحيح ان الخسارة جاءت في أول المشوار , الا انها ستعقّد مهمة السداوية كونه خسر على أرضه وبين جمهوره وأتمنى ان تكون الخسارة درساً مفيدا لكوزمين واللاعبين وأهم ما في هذا الدرس ان الفوز المتحقق في مهمة كهذه يحتاج الى عقلية مغايرة لما يحتاجه الفوز في مباراة محلية .
ونشكر الجماهير الوفية التي شدت من أزر السد سواء من جماهيره أو من جماهير الأندية الأخرى والتي خذلها الأداء والنتيجة في المباراة .
برشلوني